الجمعة، 24 سبتمبر 2010

" لغويّات وألفاظ في علم الدلالة "

   
             " لغويّات وألفاظ في علم الدلالة "
     
"الإصرار"معناها المعجمي"الشموخ بالأنف،يقال :أصر الرجل إصرارا بأنفه،إذا شمخ به واستطال . وتطورت دلالتها اللغوية ،وأصبح معناها يفيدّ" الإقامة على الشيء والدوام عليه   ّ. 
  و"الجود"معناها المعجمي" المطر الغزير،قال لسان الدين بن الخطيب :"جادك الغيث إذا الغيث همى" أي جادت السماء الأرض بمائها ومطرها، وتطوّر معناها المعجمي ليفيد"الكرم .  
   "الإرغاء و الإزباد"معناها المعجمي القديم أن فحل الإبل إذا اجتمع بالنّياق،تزداد عنده شهوة الضراب،فتزداد شهوته الجنسية،فيأخذ يرغي ويزبد ،و تطور معناها حديثا  وأخذت تطلق على الرجل في حالة غضبه .
    و من أسماء الصحراء عند العرب:"المفازة"بمعنى الفوز ،يقولها العرب تفاؤلا بالفوز والنجاة من الموت فيها وفي مسالكها المجهولة، وقال تعالى:"وينجّي الذين آمنوا بمفازتهم" أي بفوزهم يوم القيامة  ، والمفازة على وزن"مَفْعَلّة"مثل "مرْحَمَة" من الرحمة و"معْدّلّة" من العدل،و"مَنْدَمَة" من النّدم.ومن أسماء الصحراء أيضا "المهلكة"على الحقيقة، لأن من يضلّ في ثناياها يموت ويهلك . 
قالت الخنساء في رثاء آخيها صخر":- 
لِِيبكه  مقتر  أفنى  حريبته             دهر، وحالفه  بؤس  واقتار  
ورفقة حار هاديهم بمهلكة           كأنّ ظلمتها في الطخية القار   
   يقولون :"فلان غير متواجد"أي غير موجود،وهذا خطأ؛لان المتواجد هو من يظهر الوَجْد والعشق،والصواب  أن نقول:"فلان غير موجود .
   ويقولون:"رزق فلان بمولودين توأم" فالتوأم مفرد،والمولود مثنى،ويجب أن تتبع الصفة الموصوف ،فالصواب أن نقول:"رزق فلان بمولودين توأمين".  
يقول العقاد مخاطبا محبوبته :-  
فيك مني ومن الناس ومن           كل موجود وموعود توأم

   ويقولون:"الرجل مُتَوفي "بتشديد الفاء وكسرها،و هذا خطأ؛لان الرجل لا يموت بنفسه، وهذا اسم  فاعل،والصواب أن نقول:"الرجل مَُتَوَفّى"بتشديد الفاء وفتحها،أي أن الوفاة جاءت من عند الله،وهي اسم مفعول .
    ويقولون:" الوَفَِيّات" في الذين تُوفّوا وهذا خطأ؛لأن الكلمة هذه جمع الوَفِيّ؛أي المخلص .،والصواب أن نقول :"الوَفََيات" 
   نقرأ في كتابات هذه الأيام  قولهم:"صفع فلان فلانا على وجهه" وهذا تعبير غير صائب،و"الصفع" يكون على القفا وليس على الوجه،و يكون "اللطم" على الوجه لا على القفا،قال أبو نواس يصف امرأة تبكي:- 
تَبْكِي وَتُذْرِي الْدُّر مِن نَرْجِس        و تُلَطِّم الْوَرْد بعنَابِي
والمقصود بالورد ،جمال خديها،فهي تلطمها بأصابع يديها التي  كثمر العناب  ،وفي هذا المعنى قال الشاعر:-
فأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت         وردا وعضّت على العنّاب بالبَرَد
و"البَرَد"الثلج،فأسنان المحبوبة كالثلج بياضاً،ويشبه
 عيونها بالنرجس في الاستدارة،ويشبه دموعها بالدر:وخدودها بالورد، و رؤوس أصابعها بثمر العنّاب الأحمر .  
       "غوري من هنا"عبارة يقولها الرجل للمرأة في حالة غضبه منها،أي اذهبي بعيداّ،وهو تعبير صحيح؛لان معنى" الغور":السير في الأرض المنحدرة. و لم يكن مقصوداً به الطرد كما هو الآن،يقول البحتري متغزّلا بمحبوبته:
حلي سعاد غروض العيس أو سيري          وانجدي في التماس الحظّ أو غوري
فالشاعر في هذا البيت لا يطرد محبوبته ولا يشتمها،بل يتغزّل بها،وهذا هو معناها المعجمي،ولكن بمرور الزمن تغير معناها الدلالي ليفيد الإبعاد وبتعنيف.  

  "لَحَنَ"معناه المعجمي"مال إلى" أو" أشار " غير أن هذا اللفظ قد تطوّر معناه،فأطلقه علماء اللغة والنحو اصطلاحا ليفيد"الخطأ في اللغة " واكتسب هذا المدلول نتيجة لاتّفاق عرفي على تغيير معناه الأصلي في وقت متأخّر نسبياً.                 ( العربية. يوهان فك ص243 وما بعدها ).  
   
"المنوال"معناها في المعاجم"خشبة الحائك" وتطوّر معناها الدلالي ليفيد"الطريقة"أو" الأسلوب".  
  "نّتّجّ"معناها القديم المعجمي"إلقاح الناقة؛لتلد فصيلاَ"،وتطوَّر معناها الدلالي وأخذت تعني "إحداث الشيْء" .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق