الأربعاء، 1 سبتمبر 2010

من اجمل قصائد الغزل ليزيد بن معاوية -من أمراء الدولة الاموية







أراك طروباً والـــــــهاً كالمُـــــــــــــــتيَّمِ .. تطوفُ باكناف السـحاب المــــــــــخيّمِ




أصـابك سـهماً أم بُليــــــــتَ بنظـــــــــرة .. فـما هـذه الّا سـَجـيَّة مُغـــــــــــــــــرم






على شاطيء الوادي نظرتْ حمـــــــامةٌ .. اطالت عليّ حسرتي وتنــــــــــــــدّمي






أشـير إليها با لـبنــــــــان كأنــَّــــــــــــما .. أشير إلى البيت العتيق المــــــــعـظم






أغارُ عليها من أبيـــــــها وأمـــــــــــــها .. ومن خطوة المسواك إن ْدار في الفم






أغار على أعطافــــــها مِنْ ثيابــِــــــها .. إذا لبِسـَتْها فـوق جسـمٍ مــُــــــــــــنعم






وأحسد اقداح تقـــــــبل ثغرهـــــــــــــــا .. إذا وَضعَتْها موضع الّلثْم في الــــــفم






خذوا بدمي منها فـــــــإني قتيلــــــــــها .. ولا مقصدي ألّا تجـودَ وتنـــــــــــعمي






ولاتقتلوها إنْ ظفـــــــرتُم بقتــــــــــلِها .. ولكن سلوها كيف حَلّ لها دمــــــــــي






وقولا لها يامُنْية النــــــــفس إنـّـــــــني .. قتيلُ الهوى والعشقِ لوْ كنتِ تعلــمي






ولا تحسبوا أنّي قتـِــــــلْت بصـــــــارم .. ولكن رمتني من رُباها بأسهـــــــمـي






لها حُكْم لقمان وصــــــورة يوســــف .. ونغمـة داود وعـفة مريــــــــــــــــــــم






ولي حُزن يعقوب ووحـــــــشة يونس .. وآلام أيوب وحســــــــــــــــــــــرة آدم






ولما تلاقينا وجـــــــدت بنانـَـــــــــــها .. مُخضَّبَة تحكي عُصـــــــــــــــارة عندم






فقلتُ خضبتِ الكفّ بعدي أهـــــــــكذا .. يكون جزاء المُسْتهام المـُـــــــــــــتيّم






فقالت وأبْدت في الحشىلعج الجوى .. مَقالة من في القول لم يـــــــــــــــتبرم






وعيْشكَ ماهذا خضاب عرفــــــــــته .. فلا تكن بالبهتان والزور متّهــــــــمي






ولكنني لما رأيتك راحــــــــــــــــــلا .. وقد كنت كفي وزندي ومعـصــــــــــمي






بكيت دماً يوم النوى فمســــــــــحته .. بكفي فاحمرت بناني من دمـــــــــــــي






ولو قبْل مبكاها بكيتُ صـــــــــــبابه .. لكنتُ شـفيتُ النفس قبل التـــــــــــــندُّم






ولكن بكت ْقبلي فهَيَّجَ لي البـــــكاء .. بكاها فكان الفضل للمــــــــــــــــــتقدِّم






بكيتُ على من زيّن الحسن وجهها .. وليس لها مِثل بِعُربٍ وأعجــــــــــــمي






مَدَنِـيَّة الألحاظ مَكِيَّةُ الحـــــــــــشى .. هلالـية العـينين طائية الـفــــــــــــــــم






وممشوطة بالمسك قد فاح نشرها .. بثغـر كأن الدرّ فيه منـــــــــــــــــــــظم






أشارت بطرف العين خيفة أهــلها .. إشارة محزون ولم تتكـــــــــــــــــــــلم






فأيقنت أنّ الطرف قد قال مرحبا .. وأهلا وسهلا بالحبيب المُتــــــــــــــيَّم






فوالله لولا الله والخوف والرجـــــا .. لعانقتها بين الحطيم وزمــــــــــــــــزم






وَقبَّلْتُها تسـعا وتسـعين قبــــــــــلة .. براقة بالكـف والخـــــــــــــــــــدّ والفم






وَوَسَّدْتها زندي وقبَّلـْـــــــت ثغرَها .. وكانت حلى لثمي ولو كنتُ محـــــــــرم






وإنْ حرم الله الزنا في كـــــــــتابه .. فما حرم التقبيل بالخدّ والــــــــــــــــفم






وإنْ حرمت يوما على دين أحمــد .. لأخذتها على دين المسيح بن مـــــريمِ






ألا فاسقني كاسات خمر وغني لي .. بذكرى سليمى والرباب وعنـــــــــــدم






وآخر قولي مثلما قلــــــــــتُ أولاً .. أراك طروبا والها ًكالمـــــــــــــــــــتيَّم

هناك تعليق واحد:

  1. قصيدة رائعة واختيار موفق يدل على ذوق ادبي رفيع.

    ردحذف