الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

التحليل الأدبي لنص قصيدة (جُزيتم خيراً ) لحسان بن ثابت

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة 
أحبتيّ أريد مساعدتكم في نقد هذا النص , وأردت معرفة أيضاً إذا ماكان مأخوذ من قصيدة 
كامله ام كما هو , لدي إشكالية في هذا الموضوع منذ فتره 

الأبيات لـ شاعر الرسول عليه افضل السلام والتسليّم .. حسان بن ثابت : 

أبَا لَهبٍ! أبْلِغْ بأنّ مُحَمّداً

سيَعْلو بما أدّى ، وإْ كنتَ رَاغِما

وإنْ كنتَ قدْ كذبتهُ وخذلتهُ

وَحيداً، وَطاوَعْتَ الهجينَ الضُّراغما

ولوْ كنتَ حراً في أرومة ِ هاشمٍ،

وفي سرها منهمْ منعتَ المظالما

ولكنّ لحياناً أبوكَ ورثتهُ،

وَمَأوَى الخنا منهمْ، فدَعْ عنكَ هاشما

سَمَتْ هاشِمٌ للمكرُماتِ ولِلْعُلى ،

وَغُودِرْتَ في كأبٍ من اللؤم جاثِما


وأيضاً 
لديّ إشكالية في بعض اللغويات , مثل : 
الخنا -رَاغِما-كأبٍ ؟

هل الأبيات خاليه من المزاوجه والإستعارات لأني لم أجد فيها 
-مُستخرجات لـ علم البديع - أريدها ولم أجد في هذه الأبيات ف أتمنى فعلاً منكم المُساعده ..

بإنتظاركم
السائلة : البتول آل جريد  
الإجابة : 

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر الأخوين العزيزين الأستاذين : حمود الروقي ، و أ. عبدة فايز على ما قدماه من ترحيب وشرح ، وأعتذر عن تأخري بسبب أمور ضاغطة ، وأضيف على ما ذكره الاخ العزيز عبدة مايلي : 


أولا : جو النص
هذه مقطوعة كاملة لشاعر الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم - حسان بن ثابت يدافع فيها عن الإسلام وعن الرسول ، فهاهو حسان ينبري لأبي لهب عدو الإسلام والرسول والدعوة الإسلامية ، وفي شعره نزعة جاهلية ومعان إسلامية جديدة ، ولقد نال حسان رضي رسول الله ، فشجعه على قول الشعر والرد على المشركين والدفاع عن الإسلام ، وكان يقول : ( اهجهم وهاجهم وروح القدس معك ).
تحليل المقطوعة :
أفكار النص :
1. يرى حسان أن الرسول سوف يرتفع للمعالي بنشره الدين الإسلامي .
2. يتهم الشاعر أبا لهب بصفات سيئة قاسية :
أ. كذّ ب محمد وخذله .
ب. انه منقاد وتابع لغيره وهو الغليظ الضراغما
ج. أبو لهب ليس من أحرار هاشم
د. يفتقد أبو لهب لنصرة المظلوم ، فطباعه خسيسة .
ه.إن أبا لهب من بيت فحش ولم يبلغ مجد هاشم.
و. أبو لهب بعيد عن المكارم ، لئيم الطبع .
العاطفة :
ا.إعجاب الشاعر بالنبي والدعوة .
ب. حبه لمكارم الأخلاق .
ج. كرهه للظلم وللفحش ولأبي لهب وبيته وطبعه.
وهي عواطف صادقة.
الخصائص الأسلوبية : 

1. اللغة والأسلوب
استخدم الشاعر كثيرا من الألفاظ في معانيها الحقيقية لتوضيح أفكاره ، ونقل المعاني لمستمعيه ، وهي ألفاظ منها السهل بالقياس للغة العرب في الجاهلية باستثناء بعض الألفاظ مثل: الخنا وهي بمعنى الفحش ، و الضراغم : الغليظ الضخم ، و الكأب : سوء الحال .
2. الأساليب الخبرية والإنشائية :
استخدم الشاعر أساليب متنوعة تناسب الغرض، فتنقل من الأسلوب الخبري الدال على إعجابه بالرسول ، إلى أسلوب النداء ( أبا لهب )الدال على التعجب من لؤم ومسلك أبي لهب إلى أسلوب الذم الدال على الاستهزاء والسخرية من أبي لهب : ( دع عنك )، كما استخدم أسلوب الشرط للإقناع والإتيان بالحجة والمنطق

3. المحسنات البديعية
وهي قليلة في المقطوعة بسبب قصرها ، لكنا لا نعدم منها بعض ألفاظ الترادف ، مثل : سمت والعلى والمكرمات. 

التصوير الفني :
مأوى الخنا : أراد الشاعر أن ينسب الفحش والخنا لأبي لهب ، فعدل عن ذلك ونسبه إلى ماله اتصال به وهو ( المأوى ) كناية عن نسبة.

سيعلو بما أدى : كناية عن عمله العظيم وهو نشر الرسالة .
الإيجاز بالحذف : ( أبا لهب ) = يا ابا لهب .
ولقد نجح الشاعر في تصويره لشخوصه ، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - يعلو ، وهو من رأس بني هاشم وعلية قومها ، شريف ...
وشخصية أبي لهب شخصة الوضيع اللئيم ، المبتذل في جماعته ، البعيد عن المكرمات ، الكذاب..
وتتسم المقطوعة بالوحدة العضوية المتمثلة بهجاء أبي لهب ، وبالوحدة العضوية ، والصدق الفني.
الموسيقا :
بحر الطويل الذي يناسب غرض القصيدة ، واستخدم الحركة الطويلة وهي الفتحة الطويلة لتتلاءم مع نفس وروح الشاعر وإضافة نغمة موسيقية تتناسب مع ما يريده الشاعر من تبليغه لأبي لهب وأداء المعنى. وقد وفق الشاعر في ذلك.

وفقك الله أستاذة البثول آل جريد وأرحب بك في منابر علوم اللغة أجمل ترحيب.